اعود اليكم من جديد مع احد الكتب حديثة الاصدار الا وهى كتاب اسطورة الحب
مع الصفحة (17 ) في الكتاب
الأسباب الأكثر تدميرًا للحب
الأسباب الأكثر تدميرًا للحب
تنهدتْ في ألم وقالتْ : الحب دُمر تمامًا .. بل قُتل مع سبق الإصرار والترصد ، أنت تعلم أننا ننتمي إلى ذلك الصنف الذي لا ينفصل أو يطلق ، نحن أعقل من أن نشتت أبناءنا بين جحيم زوجة الأب ونار زوج الأم ،
لكن دعني أخبرك بشيء هام ، لن أعيش معه يومًا واحدًا بعد أن يتزوج الأبناء ،حتى وإن كنت في الثمانين من العمر .
بل لن أعيش معه خمس دقائق .. فقط فليتزوج الأبناء أو يهاجروا وسأتركه وأذهب بعيدًا !!! . لكن دعني أخبرك بشيء هام ، لن أعيش معه يومًا واحدًا بعد أن يتزوج الأبناء ،حتى وإن كنت في الثمانين من العمر .
كما أن هناك مسببات وعوامل لتنمية الحب وتجديده ، هناك أيضا مسببات وعوامل لتجريف أرض الحب وإصابتها بالعقم والبوار .
دائمًا في المسائل الإنسانية تكون هناك مساحات كبيرة لاختلاف وجهات النظر، نظرًا لاختلافنا الفطري، واختلاف نشأة كل منا والعوامل والمحطات التربوية والإنسانية التي مر بها،
أو خالطها وتعامل معها، لذلك فأنا دائمًا ما أقول في محاضراتي ولقاءاتي التلفزيونية ( أن لا وصفة محددة تصلح لجميع البشر) ، فالعلوم الإنسانية تختلف عن العلوم التقنية، وفيها مساحة كبيرة للاختلاف والتباين .
ورغم ذلك فهناك ثمة خطوط عريضة تحكم تصرفات معظم البشر ، ونظريات ثبت أنها تصلح للغالب الأعم من الناس .
و في الأسطر القادمة سوف أسرد عليك بعضًا من العقبات الشائعة التي يمكن أن تقف حائلا أمام اكتمال نمو كائن الحب ، آملا أن نتدبرها سويًا :
1ـ القناعة بأننا على صواب لمجرد أننا نحن ! :
من ثوابت الحياة أن الحق المطلق غير موجود على هذه الأرض خاصة بعد رحيل الأنبياء والرسل المبلغين عن رب العالمين، فبرحيلهم أصبحنا جميعًا ـ وبلا استثناء! ـ أشخاصًا نخطئ ونصيب ، نفوز ونخسر ، نعارض ويجب أن نسمح بأن يعارضنا الآخر ،
لكن البشر ـ أو معظمهم إن شئنا الإنصاف ـ يرون أن الحق في جانبهم دائمًا ، وأن الباطل هو ما يجري على ألسنة الآخرين!،
بالرغم من أنهم إذا ما سقطوا في مصيدة الخطأ فسيهزون لك مناكبهم في لامبالاة ويقولون : "وماذا هنالك .. نحن في النهاية بشر!".
وهذا بالضبط ما يقع فيه الزوجان ، ويأنفان من الاعتراف به ، كل منهما يبني كثيرًا من آرائه ومواقفه بصلابة وقوة ، ويأخذان في الدفاع عنها وتبرير السلوكيات التي تنبع منهما بناء على هذا المعتقد الراسخ مع أنه قد يكون في بعض ـ أو كثير من الأحيان ـ غير صحيح!.
مثال :
"يوسف" متزوج منذ أربع سنوات، ومع حبه الكبير لزوجته "نور" إلا أن الخلاف كثيرًا ما ينشأ بينهما وبقوة ، الأسبوع الماضي حدثته "نور" بشأن رغبتها في العمل في مجال دراستها كمصممة ديكور ،
"يوسف" أبى بشدة نظرًا لإيمانه أن المرأة ليس لها إلا بيتها وزوجها وأطفالها، حاولت "نور" أن تؤكد له أنها لن تقصر في حقوقه وأنها تستطيع أن توازن بين عملها وبيتها ، "يوسف" رفض بشدة أن يستمع لـ"نور" ،
وكلما همت بالتفاهم معه أكد لها أن المجتمع صار غير مأمون الجانب ، واحتكاكها بالناس كفيل بإنشاء الكثير والكثير من المتاعب التي ليسا في حاجة إلهيا!
"نور" تتحدث ، "يوسف" يرفض .. الصوت يعلو .. ثم يصمتان فجأة .. ومرحبًا بدقائق من الجفاء .
ـ"يوسف" يتحدث من منطلق الحق المطلق ، هو يرى أن هذا هو الصواب ، ولا يريد أن يتناقش في ما هو عكس ذلك ، وكلما حاولت "نور" أن تخبره بوجهة نظرها تحاشى الحديث معها، فهو يرى أن الحق واضح كالشمس .. وأن كثرة الكلام لن تجدي!.
والحل ..
كن مرنا عند حوارك مع زوجتك ، ابن آراءك دائمًا على أنه لا وجود للحق المطلق في هذه الحياة ، تأكد دائمًا وأنت تبني آراءك ومعتقداتك أن هناك وجوهًا أخرى للحقيقة قد لا تكون واضحة أمامك ، ورؤى جديدة قد تفاجأ بها بعد ذلك .
وأنتِ أختي الزوجة ، أقول لك كما قلت لزوجك ، لا تحتكري الحق لمجرد أنك أنت ، ولا تتصوري أن أراءك هي الوجه الوحيد المحتمل للحقيقة ، لا لستِ دائما على صواب ، وليس الحق حكرًا عليكِ .
المثل الانجليزي يقول ( العقل كالمنطاد لا يعمل إلا وهو مفتوح) ، والعقول لا تكون مفتوحة إلا في حالة قبولها لوجهة النظر الأخرى ، وتعاملها بمرونة مع وجهات النظر التي تختلف معها ، وتقبل النقد والنقاش بهدوء ومنطقية .