سمر المقرن
إذا جلست مع النساء فهناك دائماً ذلك النواح المعتاد من الرجل، ومعاملته الظالمة وأكاذيبه المتكررة وسفراته المريبة وحياته الغريبة، وخروجه المستمر ومزاجه المتقلب ورغبته الدائمة أن يكون له بيت آخر في داخل بيته, كل شكوى المرأة من الرجل حقيقية وموجودة غير أني ألوم المرأة لأنني أحبها أكثر وفي صفها بشكل أكبر وبانحياز لا أستطيع الانفكاك عنه لأنني ببساطة امرأة, ألومها لأنني لا أريدها أن تعيش هذا المرض النفسي الذي يعرفه أطباء الأمراض النفسية باسم (الرغبة في لعب دور الضحية)، كثير من النساء بل معظمهن يجدن هذا الدور بصورة كبيرة ويعشقن القيام به في معظم ساعات اليوم فلا أجلس معهن إلا ويبدأ الحديث عن مخاوفها المتكررة من احتمالية زواج زوجها بأخرى, احتمالية أنها لم تعد جميلة كما كانت في العشرينات, احتمالية أن خروجه بعد أن يستيقظ من نومة ما بعد العمل هي؛ لكي يذهب لبيته الثاني مع زوجة مسيار سيقضي معها المساء كله ليعود لغرفة نومها بعد أن استحم جيداً هناك وغسل عنه رائحة عطر امرأته الأخرى, لا أتصور امرأةً تهمها صحتها أن تعيش في مثل هذه الأجواء القاتلة وهذا الشك المهلك وهذا الخوف المجنون, لماذا لا يكون عندك يا أختي المرأة من الثقة بنفسك ما يجعل زوجك هو الذي يقلق ويمرض وهو يتساءل: هل استحقها؟ هل ملأت عينيها؟ هل تحبني فعلا من قلبها؟
عندما أرى مخاوف النساء أشعر بالشفقة العميقة عليهن واستغرب كيف لا يمكنهن أن يرين الحل والمَخرج من كل تلك المخاوف وسهولة الوصول لحياة سعيدة, الحل يبدأ من عقلك وقلبك أنت قبل أن يأتي من الآخر, من الرجل, الحل هو في محبتك لنفسك, احترامك لنفسك, وقناعتك بذاتك وثقتك ورضاك بهذا الإنسان الذي يسكنك, عندما تصلين إلى هذه المرأة ستجدين أن كل المشكلات قد حُلت من تلقاء نفسها.
الرجل هو الآخر ملوم, فكثير من الرجال الذين تزوجوا زيجات تقليدية بتنسيق وترتيب الأهل، فيفاجأ بامرأة تقليدية بسيطة ويغتر بنفسه أنه رجل متعلم بشكل جيد أو وصل لمرتبة مثقف, فيصاب بالإحباط واليأس بعد أن كان يتوقع عقل مارجريت تاتشر في جسد أنجلينا جولي وفي روح نانسي عجرم, وبعد هذا الإحباط ينكفئ على نفسه وينفس عن رغباته وعلاقته بالمرأة عن طريق ملاحقة نساء الليل الرخيصات التعيسات وبائعات الجسد في كل بلاد الله، ثم يعود ليقول كم هو حزين في بيته وكم هو تعيس في بيته. لو عاد الرجل لبيته وأخذ بيد امرأته واستطاعا أن يبنيا بيتاً من الثقة ينبثق من أنفسهما أولاً، بحيث يثق كل واحد بنفسه ثم يثق بهذا البناء المشترك وبحيث يُشرك الرجل امرأته ويعلمها إن كانت جاهلة، كيف تكون جزءا من حياته كيف تشاركه متعته ويشاركها متعها، ويتعلمان السفر مع بعضهما البعض فيستمتعان برفقة بعض, أما هذا البنيان الذي يعيش فيه العرب ويسمونه بيت الزوجية فهو مسكن لا يمكن أن يقدم فرحاً.
*نقلا عن جريدة "الجزيرة" السعودية
إذا جلست مع النساء فهناك دائماً ذلك النواح المعتاد من الرجل، ومعاملته الظالمة وأكاذيبه المتكررة وسفراته المريبة وحياته الغريبة، وخروجه المستمر ومزاجه المتقلب ورغبته الدائمة أن يكون له بيت آخر في داخل بيته, كل شكوى المرأة من الرجل حقيقية وموجودة غير أني ألوم المرأة لأنني أحبها أكثر وفي صفها بشكل أكبر وبانحياز لا أستطيع الانفكاك عنه لأنني ببساطة امرأة, ألومها لأنني لا أريدها أن تعيش هذا المرض النفسي الذي يعرفه أطباء الأمراض النفسية باسم (الرغبة في لعب دور الضحية)، كثير من النساء بل معظمهن يجدن هذا الدور بصورة كبيرة ويعشقن القيام به في معظم ساعات اليوم فلا أجلس معهن إلا ويبدأ الحديث عن مخاوفها المتكررة من احتمالية زواج زوجها بأخرى, احتمالية أنها لم تعد جميلة كما كانت في العشرينات, احتمالية أن خروجه بعد أن يستيقظ من نومة ما بعد العمل هي؛ لكي يذهب لبيته الثاني مع زوجة مسيار سيقضي معها المساء كله ليعود لغرفة نومها بعد أن استحم جيداً هناك وغسل عنه رائحة عطر امرأته الأخرى, لا أتصور امرأةً تهمها صحتها أن تعيش في مثل هذه الأجواء القاتلة وهذا الشك المهلك وهذا الخوف المجنون, لماذا لا يكون عندك يا أختي المرأة من الثقة بنفسك ما يجعل زوجك هو الذي يقلق ويمرض وهو يتساءل: هل استحقها؟ هل ملأت عينيها؟ هل تحبني فعلا من قلبها؟
عندما أرى مخاوف النساء أشعر بالشفقة العميقة عليهن واستغرب كيف لا يمكنهن أن يرين الحل والمَخرج من كل تلك المخاوف وسهولة الوصول لحياة سعيدة, الحل يبدأ من عقلك وقلبك أنت قبل أن يأتي من الآخر, من الرجل, الحل هو في محبتك لنفسك, احترامك لنفسك, وقناعتك بذاتك وثقتك ورضاك بهذا الإنسان الذي يسكنك, عندما تصلين إلى هذه المرأة ستجدين أن كل المشكلات قد حُلت من تلقاء نفسها.
الرجل هو الآخر ملوم, فكثير من الرجال الذين تزوجوا زيجات تقليدية بتنسيق وترتيب الأهل، فيفاجأ بامرأة تقليدية بسيطة ويغتر بنفسه أنه رجل متعلم بشكل جيد أو وصل لمرتبة مثقف, فيصاب بالإحباط واليأس بعد أن كان يتوقع عقل مارجريت تاتشر في جسد أنجلينا جولي وفي روح نانسي عجرم, وبعد هذا الإحباط ينكفئ على نفسه وينفس عن رغباته وعلاقته بالمرأة عن طريق ملاحقة نساء الليل الرخيصات التعيسات وبائعات الجسد في كل بلاد الله، ثم يعود ليقول كم هو حزين في بيته وكم هو تعيس في بيته. لو عاد الرجل لبيته وأخذ بيد امرأته واستطاعا أن يبنيا بيتاً من الثقة ينبثق من أنفسهما أولاً، بحيث يثق كل واحد بنفسه ثم يثق بهذا البناء المشترك وبحيث يُشرك الرجل امرأته ويعلمها إن كانت جاهلة، كيف تكون جزءا من حياته كيف تشاركه متعته ويشاركها متعها، ويتعلمان السفر مع بعضهما البعض فيستمتعان برفقة بعض, أما هذا البنيان الذي يعيش فيه العرب ويسمونه بيت الزوجية فهو مسكن لا يمكن أن يقدم فرحاً.
*نقلا عن جريدة "الجزيرة" السعودية